تواصل جامعة سونان كاليجاكا الإسلامية الحكومية بيوغياكرتا المضي في مسيرتها الطموحة لتحقيق الحلم الكبير بإنشاء كلية للطب. ففي يوم الجمعة (18/7/2025)، شهد الطابق الثالث من مبنى كلية الطب روحًا جديدة، حيث أُقيمت ورشة عمل لتعزيز المنهاج الدراسي، بحضور فريق الدعم الأكاديمي من جامعة ديبونيجورو في سيمارانج، استكمالًا للخطوات المهمة التي بدأت قبل أسبوع بزيارة من وزارة الصحة الإندونيسية.

حضر هذا النشاط كل من نائبة رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية وتطوير المؤسسات، الأستاذة الدكتورة إستينينغسيه، ونائب رئيس الجامعة للشؤون الإدارية والتخطيط والمالية الدكتور محمد صادق، ورئيسة فريق إنشاء كلية الطب الأستاذة الدكتورة سري سومارني وفريقها، ومنسقة المناهج من هيئة ضمان الجودة الدكتورة روسبيتا راني بيرتيوي، وعدد من المرشحين ليكونوا أعضاء هيئة التدريس في كلية الطب، إضافة إلى فريق التعليم الطبي من جامعة ديبونيجورو، وهم: الأستاذة الدكتورة تري نور كريستينا، والدكتورة مفليحة المنيرة، والدكتورة نيني سوسيلا نينغسيه، والدكتورة كريستينا هاري ناوانغسيه بريهارساني، والدكتورة عينون رحمساري غوماي.

قالت الأستاذة الدكتورة إستينينغسيه في كلمتها الافتتاحية: "إنها رحلة استثنائية"، مؤكدة أن فريق إنشاء الكلية عمل بجد حتى جاءت زيارة فريق وزارة الصحة المكوّن من خمسة أشخاص، وقد قُدّمت نتائج إيجابية وملاحظات بناءة تم تنفيذها فورًا. وأضافت بثقة: "سنستعرض اليوم تلك الإجراءات أمام الفريق المرافق من جامعة ديبونيجورو. وقد شاركت هيئة ضمان الجودة أيضًا لضمان أن تكون المناهج متوافقة مع معايير الجودة".

أما الأستاذة الدكتورة سري سومارني، فقد رأت في هذه المسيرة ما هو أعمق من مجرد الاجتماعات والوثائق، بل وصفته بـ"رحلة جماعية رائعة لا تُنسى، دافئة في طابعها، تبعث فينا طاقة متجددة لمواصلة الحلم المشترك بإنشاء كلية الطب في جامعة سونان كاليجاكا". وأضافت بعينين لامعتين: "لقد بدأنا نجني ثمار تعبنا. تقدمنا كان مذهلًا. ولا ينبغي أن يُضعفنا النقد، فهو نقد بنّاء يخدم هدفنا الأسمى".

من جانبه، شدد الدكتور محمد صادق على أن الطريق لا يزال طويلًا، لكنه عبّر عن تفاؤله قائلًا: "نحن واثقون بأن التعاون مع جامعة ديبونيجورو، وروح الفريق، وتضافر الجهود سيثمر عن ولادة كلية الطب".

تضمنت الفعالية عرضًا من الطبيبتين مرتفيقة حسنـة وأدينا، اللتين قدمتا شرحًا تفصيليًا حول الرؤية العلمية والخصوصية الأكاديمية للبرنامج. وقد أظهرتا الجاهزية من حيث توفر الكفاءات، أعضاء هيئة التدريس المتخصصين، التعاون مع دائرة الصحة والمراكز الصحية، بالإضافة إلى المستشفى التعليمي الرئيس الحاصل على الاعتماد الكامل.

وركز النقاش بعد ذلك على ميزة كلية الطب في جامعة سونان كاليجاكا، وهي صحة كبار السن (طب الشيخوخة). إذ تُعد يوغياكرتا المنطقة ذات أعلى معدل متوسط أعمار في إندونيسيا، ويُؤمل أن يحمل خريجو هذه الكلية تخصصهم إلى مجتمعاتهم الأصلية، فيسهمون في تعزيز خدمات الصحة للمسنين.

وقد أعربت الأستاذة الدكتورة تري نور كريستينا عن إعجابها العميق بالعروض المقدمة، مشيدةً بالوضوح والطموح، وطرحت جملة من الملاحظات البنّاءة لتعزيز الرؤية العلمية والتخصص والمنهاج الدراسي لكلية الطب.

وقد تواصلت الورشة بجلسات عمل لإعداد خطط التدريس الفصلية (RPS) التي قُسّمت إلى خمس قاعات، حيث تولّى كل مرافق من جامعة ديبونيجورو مهمة الإشراف على مجموعة من الأساتذة المرشحين، بهدف تحسين الخطط وضمان عدم تكرار المحتوى، وتحقيق التركيز والامتثال لأحدث المعايير المعمول بها.

ورأت الطبيبة أدينا أن هذا الإشراف خطوة جوهرية، قائلة: "لقد اكتسبنا رؤى جديدة كثيرة. الإشراف التفصيلي خطوة بخطوة من جامعة ديبونيجورو منحنا ثقة أكبر في مسارنا. نريد أن نُخرّج أطباءً أكفاء بمهارات شاملة".

وأضافت بأن هذا الإشراف مكنهم من صياغة خطط تدريس أكثر وضوحًا ومنهجية، بدون تداخل أو تعارض، مع مراعاة الأهمية البالغة لتلك الخطط في توجيه العملية التعليمية. وختمت بالقول: "نأمل أن نحصل قريبًا على الترخيص الرسمي، وأن تبدأ الكلية في استقبال الطلبة الجدد، وتخريج أطباء متميزين يُفيدون المجتمع".

هذا النشاط يؤكد التزام جامعة سونان كاليجاكا الإسلاميّة الحكومية الراسخ ليس فقط بتوسيع كلياتها، بل بإنشاء كلية طب على أسس علمية متينة وهيكلية واضحة. إذ تُصمم كل مرحلة من مراحل التطوير بعناية تخطيطية ووفقًا لمعايير الجودة المعتمدة. ومن هنا، يُرتجى لكلية الطب في الجامعة أن تنهض قوية، وتُخرج أطباء ذوي كفاءة عالية ومهنية راسخة، يُسهمون في تحسين صحة المجتمع وتعزيز جودة الموارد البشرية في إندونيسيا.