شهدت إندونيسيا لحظة تاريخية مع قيام وزير الشؤون الدينية، نسارودين عُمر، بافتتاح المدرسة العليا للدين الكونفوشيوسي في إندونيسيا (SETIAKIN) في بانكالان بارو، بانغكا بليتونغ، يوم الثلاثاء (18 نوفمبر 2025). وتُعد هذه المؤسسة أول كلية حكومية متخصصة في الدراسات الكونفوشيوسية في تاريخ البلاد، ما يعكس توسعاً في إتاحة تعليم ديني شامل وعادل لجميع المكونات الدينية.

وأكد الوزير أن تأسيس هذه الكلية يمثل خطوة استراتيجية لضمان حصول كل جماعة دينية على مساحة منصفة لتطوير معارفها وتراثها الروحي. واستشهد بالمقولة الكلاسيكية: "اطلبوا العلم ولو في الصين"، معتبراً أن الانفتاح الفكري ضرورة لتعزيز الجسور المعرفية، آملاً أن تصبح SETIAKIN “جسراً للحكمة” يربط الإرث الكونفوشيوسي بالسياق الأكاديمي الإندونيسي.

وأبرز الوزير أهمية تعزيز التماسك الاجتماعي في ظل التحديات الوطنية الراهنة، مؤكداً أن التعليم يجب أن يستند إلى القيم الروحية والأخلاقية.

كما عرض ثلاثة مبادئ أساسية في التعليم الكونفوشيوسي ينبغي أن تكون موجِّهاً للحياة الأكاديمية في SETIAKIN، وهي:
الـرِّن (الرحمة الشاملة)، والـلِّي (الأخلاق والنظام الطقوسي)، والبا ده (الفضائل الثماني) التي تشمل البرّ بالوالدين، التواضع، الإخلاص، الصدق، اللياقة، العدالة، نقاء القلب، وضبط النفس الأخلاقي.

ومن جانبه، صرّح نورودين، رئيس مركز الإرشاد والتعليم الكونفوشيوسي في الوزارة، بأن تأسيس SETIAKIN يجسّد حضور الدولة في تلبية احتياجات التعليم لأتباع الديانة الكونفوشيوسية. وقد تم قبول الدفعة الأولى عبر نظام الانتقاء الوطني، مع توفر برنامجين رئيسيين: الاتصال والإعلام الكونفوشيوسي والتعليم الديني الكونفوشيوسي.

كما أعرب محافظ بانغكا بليتونغ، حيديات أرساني، عن دعمه الكامل، واصفاً الكلية بأنها نموذج تعليمي لأتباع الكونفوشيوسية في البلاد.

ويؤكد افتتاح SETIAKIN التزام الحكومة بتوسيع آفاق التعلم لجميع أبناء الوطن دون استثناء. وفي إطار منظومة مؤسسات التعليم العالي الديني (PTKIN)، رحّبت جامعة الدولة الإسلامية سونان كاليجاغا بانضمام هذه المؤسسة الجديدة، معتبرةً أنها ستثري التعاون الأكاديمي بين الأديان وتعزز قيم الانسجام داخل المجتمع الإندونيسي المتنوع.