في افتتاح العام الأكاديمي الجديد، نظّمت كلية
الدعوة والإعلام بجامعة سُونان
كاليجاكا الإسلامية الحكومية يوجياكرتا
فعالية الـ**"Stadium Generale"** تحت
عنوان: «أفكار
التحول الاجتماعي من أجل إندونيسيا». وقد
صُمّم هذا النشاط ليكون مدخلًا تعريفيًا للطلبة الجدد في الكلية، بحضور عميد
الكلية الأستاذ الدكتور عارف مفتوحين، ووكلاء العميد، وأعضاء الهيئة
التدريسية، والطاقم الإداري والتربوي.
شارك في هذا اللقاء عدد من المتحدثين البارزين، من
بينهم غانجار برانَوُو، إلى جانب الدكتورة إيفي سِبْتياني تَفيف حياتي،
أستاذة قسم الإعلام والدعوة الإسلامية ورئيسة مركز تطوير تكنولوجيا الدعوة (PPTD). وقد أكّدت في مداخلتها
على أهمية الدمج بين المعرفة الأكاديمية والمهارات التطبيقية، موضّحةً أن المركز
يوفّر للطلبة برامج تدريب احترافية في مجالات التلفزيون، والإذاعة، والتصميم
الجرافيكي. ومن أبرز الابتكارات التي أُنشئت في هذا السياق: قناة الجامعة Suka
TV، وإذاعة المجتمع Rasida
(Radio Siaran Dakwah)، فضلًا عن مجتمع التصميم والتصوير
الفوتوغرافي Difikom،
والتي تُعدّ مختبرات عملية لتطوير مهارات الاتصال والإنتاج الإعلامي لدى الطلبة.
وفي الجلسة التي عُقدت في قاعة المؤتمرات – الطابق
الأول وبثّت أيضًا عبر منصة "زووم"، قدّم الأستاذ بَايُو مِيترا
أَدْهْيَتْما كُسُوما، محاضر الكلية، عرضًا بيّن فيه أن كل طالب يمتلك الفرصة
ذاتها للنمو والتطور. وأوضح أن النجاح لا يُقاس فقط بالنتائج النهائية الظاهرة، بل
هو حصيلة عملية طويلة تتخللها التحديات والتعقيدات واللايقين. شبّه مسار النجاح
بخيط متشابك يصعب معرفة بدايته ونهايته، لكن المثابرة وحدها تُمكّن صاحبه من
تجاوزه.
كما شدّد بايو على أهمية امتلاك الشجاعة لاكتساب
تجارب أكاديمية دولية من خلال الدراسة في الخارج، معتبرًا أن "العالم
أشبه بكتاب، ومن يظلّ في مكانه لا يقرأ سوى صفحة واحدة منه". وأشار إلى أن
الدراسة خارج البلاد توفّر فرصًا استراتيجية، منها: مناهج متنوعة، تفاعل مباشر مع
أساتذة عالميين، بنى بحثية متقدّمة، وشبكات أكاديمية عالمية. كما أكّد على توفر عدد
من المنح الدراسية لدعم تنقّل الطلبة أكاديميًا، سواء في مرحلة البكالوريوس أو
الدراسات العليا، عبر برامج قصيرة الأمد أو تبادل طلابي أو غيرها. وختم حديثه
بالإشارة إلى رواية «إدِنْسُور» (Edensor) بوصفها
مصدر إلهام للطلبة لتجاوز مناطق الراحة واستكشاف آفاق جديدة في العلم والتجربة.
ومن جانب آخر، تناولت السيدة أنداياني، ممثلة مركز
الخدمات المتكاملة للوقاية والتعامل مع العنف الجنسي
(PLT PPKS)، قضية العنف الجنسي في الحرم الجامعي،
مبيّنة أن الجامعة، رغم كونها فضاءً يُفترض فيه الأمان، قد تشهد مثل هذه
الانتهاكات. وأوضحت أن التصورات الشائعة التي تربط العنف الجنسي بظروف معينة –
كالليل، أو الأزقة الضيقة، أو وجود مجرمين – لا تعكس الواقع بدقة، إذ تشير الوقائع
إلى أن عددًا من الحالات يحدث داخل علاقات عاطفية أو في سياقات جامعية متعددة مثل
قاعات الدرس، الأنشطة الطلابية، الإشراف الأكاديمي، المناقشات الصفّية، وحتى
الخدمات الإدارية.
وأكّدت على أهمية أخلاقيات التواصل كإجراء
وقائي، وتشمل: غضّ البصر، التحدث بأدب دون مزاح مسيء، الحفاظ على المسافة، ضبط
المزاح، تعزيز الاحترام والمساواة، وتجنّب اللمس غير الضروري.
وفي ختام الفعالية، أكّد المنظمون أن هذا الـStadium
Generale لم
يكن مجرد ملتقى أكاديمي، بل منصة لترسيخ دور الطلبة كفاعلين رئيسيين في عملية التحول
الاجتماعي، مزودين بالعلم، والنزاهة، والحسّ الإنساني. ويُنتظر من طلبة جامعة
سُنَن كاليجاكا أن يكونوا متعلمين مدى الحياة، وقادة تغيير قادرين على مواجهة
تحديات العصر برؤية نقدية وبصيرة واسعة.