في قاعة المؤتمرات الكبرى بجامعة سونان كالِيْجَاجَا الإسلامية الحكومية في يوغياكارتا، ساد الصمت حين ارتفع صوت شابٍ يقول بثقة:
«الأمان ليس هدية، بل حق يجب النضال من أجله».
كان المتحدث محمد فهري عزيز الرحمن، طالب علم النفس، أحد المتأهلين في نهائي مسابقة صانعو التغيير كالِيْجَاجَا 2025، ولم يكن مجرد متسابق، بل ناشطاً شاباً يحمل رؤية إنسانية جريئة.
فهري لا يرى أرقام العنف ضد النساء والأطفال مجرد إحصاءات، بل وجوهاً تحمل الألم، وصمتاً يحتاج إلى صوت. من هنا وُلِدت فكرته «جيل ضد العنف» — مبادرة اجتماعية تهدف إلى تمكين الأطفال والنساء من العيش في أمان، بعيداً عن الخوف والعنف الجسدي أو اللفظي أو الرقمي.
هذه المبادرة لم تبقَ فكرة على الورق، بل امتدت إلى أكثر من 100 مدرسة في 40 منطقة عبر إندونيسيا، بمشاركة نحو 7,000 متطوع. كما أجرت لقاءات مع مؤسسات حكومية ومجتمعية، لتعزيز الوعي وحماية الفئات الضعيفة.
يقول فهري: «نريد أن نبني مجتمعاً شجاعاً، وآباءً داعمين، وبيئة تلتزم بالاحترام والعدالة».
يضع فهري التواصل، والتعليم، والدعوة في قلب مشروعه، معتبراً أن التغيير يبدأ من الوعي المشترك والعمل الجماعي. ومن خلال تعاونه مع عشرين مجموعة من الرجال ضمن مبادرة مجتمع الرجال الجدد، يدعو إلى مسؤولية الرجال في مناهضة العنف لا الصمت تجاهه.
أشادت عضوة لجنة التحكيم باتمي سستيـوي بموقفه قائلة:
«رغم وجود ضحايا من الرجال، إلا أن النساء هن الأكثر تضرراً. والسؤال الأهم هو: كيف نضمن ألا يكون الرجال جزءاً من المشكلة؟».
أجاب فهري بالفعل قبل القول، إذ حوّل رؤيته إلى حركة ميدانية تشارك فيها الأسر والطلاب والمجتمعات المحلية. وفي ختام عرضه، قال بصوتٍ مؤمنٍ برسالته:
«لقد حان الوقت لي، ولك، ولنا جميعاً، أن نرفض العنف ضد النساء والأطفال».
لم تكن كلماته مجرد ختامٍ لمسابقة، بل بداية لمسار جديد. من جامعة كالِيْجَاجَا ينهض جيل من الرجال الجدد، يؤمنون بأن