أشرقت شمس الصباح على
ساحة جامعة سونان كاليجاكا الإسلامية الحكومية، كأنها تشارك في الترحيب بخطوات
مئات الطلبة الجدد المتوجهين إلى كلياتهم حيث تُرسم ملامح مستقبلهم. كان يوم
الخميس (21/8/2025) يوماً مميزاً؛ فبعد أن عاشوا بالأمس أجواء الاحتفال والبهجة في
برنامج التوجيه على مستوى الجامعة، جاء اليوم الثاني ليحمل طابعاً أكثر قرباً
ودفئاً، لقاءً مع الكلية التي ستصبح البيت الأكاديمي المرافق لهم في رحلتهم
الطويلة.
بدأ العمداء الواحد تلو
الآخر فعاليات اليوم بروح مهيبة وودية، مرحّبين بمئات "شباب كاليجاكا"
الذين حضروا بقلوب مليئة بالأمل. لقد أضفت كلمات قادة الكليات جواً من الطمأنينة
والانتماء، مؤكدةً أن المسيرة الأكاديمية قد انطلقت فعلاً. وفي هذه الجلسات، تعرّف
الطلبة الجدد على هيكلية العمادة، والبرامج الدراسية، وعناصر المؤسسة الأكاديمية
التي ستكون عوناً لهم في مسيرتهم التعليمية.
ولم يتوقف الأمر عند
هذا الحد، بل فُتحت أمامهم أبواب عالم التنظيمات الطلابية: مجلس الطلبة، مجلس
الشورى الطلابي، الهيئات المستقلة، المنظمات والروابط الطلابية، بل وحتى التجمعات
الشبابية المختلفة التي تُجسّد الوجه الحيوي للحياة الجامعية. بالنسبة لكثير من
الطلبة الجدد، كان هذا اللقاء الأول مع فسيفساء النشاطات الطلابية التي تشكّل
فضاءً لتنمية المواهب، وصقل القيادة، وبناء شبكة من الصداقات.
كما أضفى المنظمون
روحاً تنافسية عبر مسابقات جمعت ممثلي مختلف الكليات. فكانت المناظرات والخطب
والمسابقات الأخرى مشهداً حيوياً أطلق الحماس وكشف عن الطاقات الكامنة لشباب كاليجاكا.
أصوات المناظرين القوية وخطبهم المفعمة بالبلاغة والرؤية جعلت أجواء اليوم أكثر
حيوية وإثارة.
إن اليوم الثاني من برنامج التوجيه لم يقتصر على التعرف إلى البنية الأكاديمية والتنظيمية، بل زرع أيضاً روح الأُلفة والتكاتف. فبين الضحكات، والحماسة، وتصفيق الأيدي، انكشف درس ثمين: أن الحياة الجامعية فضاء رحب للتعلم، حيث يلتقي النظرية بالتطبيق، والعلم بالتجربة، والفرد ينمو ليصبح إنساناً متكاملاً ذا قيم ومصداقية.